منتديات مستغانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حاجة البشرية إلى الحب الصادق

اذهب الى الأسفل

حاجة البشرية إلى الحب الصادق Empty حاجة البشرية إلى الحب الصادق

مُساهمة من طرف Admin الجمعة فبراير 07, 2014 8:56 pm

حاجة البشرية إلى الحب الصادق 9k=


حاجة البشرية إلى الحب الصادق
7aga need Human al7b Love sadek


 كم هي بحاجة حضارة الإنسان اليوم إلى الحبّ هذه الحضارة الماديّة المليئة ، بالحقد والانتقام والعدوان المروِّع بين بني الإنسان فالعنف والاعتداء والجرائم بأنواعها أصبحت اليوم تمارس على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات والدول .. فكم هو البؤس الذي يسيطر على بني الإنسان بعدما غاب الحبّ عن القلوب ، وتحوّلت العلاقة بينهم إلى جفوة وحقد وكراهيّة .. وكم هي البشريّة بحاجة إلى حبّ الإسلام ،ذلك الحبّ المجرّد من الرِّبح والحساب المادِّي ، الحبّ الرّوحي والعاطفي الصّادق الحب الذي به يعمّر الكون ويعبد الله وتعرف به الحقوق والواجبات وتقوى به الروابط بين البشر .. حبٌ ليس فيه أنانية ولا مصلحة مادية ولا مفسدة خلقية تدعوا إلى الرذيلة وتحارب الفضيلة وتفسد به القيم والأخلاق .. ولذلك فقد ، اعتبر الإسلام الحبّ الصادق قيمة عُليا في رسالته ، وهدفاً سامياً من أهدافه ، يسعى بشتّى الوسائل لتحقيقه ، وتكوينه في النفس البشرية ، وإشاعته في المجتمع ، بل جعله مظهراً من مظاهر قوة الإيمان وسبباً للسعادة في الحـياة الدنيا وفي الآخرة قال صلى الله عليه وآله وسلم : «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم» ... ومن حبّ الله يبدأ الحبّ في الإسلام فهو أعظم حبٍ في الوجود .. وضّح القرآن هذه الحقيقة الجوهريّة في عمق الإسلام ، بقوله قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). ( آل عمران / 31 ) وحبّ الله في الإسلام يعني حبّه سبحانه وتعالى وحب رسله وحب دينه وحب المؤمنين ، وحبّ الخير للبشريّة، جميعا وحب القيم السامية والأخلاق النبيلة و لقد وقف القرآن مع الّذين لا يعرفون قيمة الحبّ الإلهي ، يؤنِّبهم ويهدِّدهم، بأ نّهم إن أعرضوا عنه، فسوف يأتي بآخرين يحبّهم ويحبّونه . فهو سبحانه يريد أن يبني الحياة على أساس الحبّ بينه وبين خلقه ، وفيما بين الخلق أنفسهم ; لذلك نجده يستنكر على الإنسان أن يحبّ غير الله كحبّه لله ..... جاء هذا البيان بقوله : (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه ).( البقرة / 165 ) لقد كان ابن عمر يدعو على الصفا والمروة وفي مناسكه: "اللهم اجعلني ممن يحبك،ويحب ملائكتك، ويحب رسلك،ويحب عبادك الصالحين.اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين". وهذا حكيم بن حزام شعاره الحب: كان رضي الله عنه يطوف بالبيت ويقول: لا إله إلا الله ، نعم الرب ونعم الإله ، أحبه وأخشاه... وجعل الإسلام الحب عقيدة راسخة في النفوس بها يقبل الدين ويصح العمل وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[ التوبة/24.] قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير هذه الآية: أي إن كانت هذه الأشياء أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ أي انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه،) فهل بعد هذا العقاب الذي تعيشه الأمة اليوم من عقاب حروب وصراعات ... دماء تسفك وأرض تغتصب ومقدسات تدنس وقلوب قد امتلأت قسوة وضعف اقتصادي وتنكر للقيم والمبادئ والأخلاق وعصبية أوغرت الصدور وظهر حب الدنيا والمنصب والجاه والقبيلة والطائفة وطغى على حب الله ورسوله ... ورد في السير عند ابن هشام وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم: {وقف قبل معركة أحد يعلن الحرب ويتحدث للناس ويشاورهم: أنقاتل في المدينة أم نخرج خارج المدينة ؟ فقال كبار الناس: يا رسول الله! دعنا نقاتل هنا, فقام شاب من بني سالم، ققال: يا رسول الله! لا تحرمني دخول الجنة، فو الله الذي لا إله إلا هو! لأدخلن الجنة, فقال عليه الصلاة والسلام وهو يتبسم: بم تدخل الجنة؟ -هل يحلف على الله أحد؟! هل يقسم على الله فرد من الناس ؟!- قال: بخصلتين، قال: ما هما؟ قال: إني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف، قال عليه الصلاة والسلام: إن تصدق الله يصدقك، وبدأت المعركة ودارت رحاها وأتى الصادق فصدق الله فقتل، ومرّ عليه الصلاة والسلام على البواسل من الجنود فوجد هذا فأخذ يمسح التراب عن جبينه وتدمع عيناه صلى الله عليه وسلم ويقول: صدقت الله فصدقك الله ) .. هكذا كان أصحابه صلى الله عليه وسلم يحبونه ويقدمون لأجل هذا الحب الوقت والجهد والمال والنفس .. عبـــاد الله :- إن طريق الوصول لهذا الحب هو التطبيق العملي والإلتزام بأوامر الدين وحسن الإتباع والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والشوق لرؤيته عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا: "أو لسنا إخوانك يا رسول الله." قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد" فقالوا: "كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله" فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة، بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول سحقا سحقا ) ( مسلم(249) .. و عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى ثم طوبي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرآني .... ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من أشد أمتي لي حباً ، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله.( رواه مسلم ) إن أصحاب هذا الحب يحزنهم حال المسلمين ويغضبهم كثرة المنكرات ويدفعهم ذلك إلى العمل والبذل والعطاء وخدمة الدين وحب المسلمين مهما كانت الفتن والمغريات والشبهات والشهوات مهما كانت قوة الباطل وكثرة عدده وعدته فأملهم بالله عظيم وثقتهم بدينهم ليس لها حد ومستقبلهم ومآلهم بإذن الله إلى النصر والتمكين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين. قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال خمسين منكم ) و من الحب الذي دعا إليه الإسلام الحب بين أفراد المجتمع المسلم فبه تكون النجاة يوم القيامة يوم الحسرة والندامة عن أبي مالك الأشعري قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101) قال : فنحن نسأله إذ قال : إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من الله يوم القيامة ، قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه و رمى بيديه ، ثم قال : حدثنا يا رسول الله عنهم من هم ؟ قال : فرأيت في وجه النبي صلى الله عليه و سلم البِشر ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هم عباد من عباد الله من بلدان شتى ، و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ، يجعل الله وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ، و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " ( رواه أحمد و الحاكم و عمل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم جاهداً على أن يشيد المجتمع على أساس الحبّ والولاء في الله ، فوضِّح للناس هذه الحقيقة بقوله كما في حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما ، و أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه) .. ويأتي بيان نبويّ آخر ليعمِّق الحبّ في النفوس، ويقيم لغة التخاطب على أساس الحبّ،فيعلّم المسلم كيف يفصح عن حبِّه لأخيه، ليشيع في نفسه الحبّ ، ويشعره أ نّه في مجتمع يكتنفه الحبّ ، ولا مكان فيه للحقد والكراهية فعن المقداد بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " ( رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن ) بل دعا القرآن الإنسان المسلم إلى تطهير النّفس من الحقد والغلّ والكراهية لتصفو للحبّ وحده ، ففي الدّعاء القرآنيّ : (وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوْبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيم ).( الحشر / 10 ) بل كم هو جميل تعبير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن مشاعر الحبّ في نفسه الكريمة تجاه الأرض والأشياء ، ليصنع من الإنسان روحاً وعواطف تفيض بالحبّ والإرتباط مع عالَم الطبيعة والأرض .. روى أهل السِّيَر ورواة الحديث أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يسير في أصحابه فطلع لهم جبل اُحُد، فحين رآه قال: «هذا جبل نحبُّه ويحبُّنا» وكان صلى الله عليه وسلم اذا أشرف على قرية أو مدينة أو أراد دخولهما يطلب الحب ويدعو بالحب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نسافر مع رسول الله ص فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال: "اللهم بارك لنا فيها (ثلاث مرات ) اللهم ارزقنا جناها، وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا" (رواه الطبراني في الأوسط). عبـــاد الله :- على أساس الحبّ أسس الإسلام الأسرة ، وبنى العلاقة بين الزّوجين ، وبين الآباء والأبناء . قال تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُم أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَة ). ( الرّوم / 21 ) و فطر الله الوالدين على محبة الولد، وجعله ثمرة الفؤاد وقرة العين وبهجة الروح، بل إن المولى عز وجل مدح أولياءه في كتابه العزيز بأنهم يدعون الله ويتضرعون إليه أن يقرّ أعينهم بالولد الصالح ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ){ – الفرقان: 74.) عبـــاد الله :- لنجعل حب الله ورسوله وأصحابه وحب القرآن وحب الدين وحب المسلمين وحب الحق وأهله أعظم حب في حياتنا ولنسعى إلى المحافظة عليه ولنجعل منه وسيلة للتأليف بين القلوب وتقوية روابط الأخوة وطريقاً لسعادة الفرد والمجتمع .. وعلينا تربية أبنائنا وأهلينا على حب الله ورسوله وصحابته وذلك بحسن الإتباع والقيام بالعبادات والتزود من الطاعات والقربات ونبذ الفرقة والخلاف وإقامة الحق والدعوة لدينه سبحانه وتعالى والإلتزام بسنته صلى الله عليه وسلم والشوق إلى لقائه .. عن جُبَير بن نفير عن أبيه قال: جلسنا إلى المِقْدَاد بن الأسود يومًا فمرَّ به رجلٌ،
 فقال: طوبَى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ وشَهِدنا ما شهدت .. )

Admin
Admin

عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 30/12/2013

https://mostaganem.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى